الخميس، 8 مارس 2012

مافيا لتدمير شباب مصر .. "الحشيش" عند البقال و"التريمادول" في الأفراح(2)


مافيا لتدمير شباب مصر ..

"الحشيش" عند البقال و"التريمادول" في الأفراح(2)

    "الحشيش" عند البقال و"التريمادول" في الأفراح(2)

    ظاهرة اجتماعية خطيرة نشاهدها كل ساعة وفي كل شارع تتمثل في الانتشار المروع للمخدرات في مصر، وذلك بطبيعة الأحوال في ظل غياب رجال الشرطة وأجهزة مكافحة المخدرات بوزارة الداخلية التي لم تعد تجرؤ على مداهمة أوكار البيع إلا من وراء حجاب، وتكتفي بضبط ما تيسر من الشحنات الواردة من الخارج والتي،باعتراف المسئولين، لا تمثل إلا 10% من تلك الكميات التي يتم تهريبها للسوق المصري.
    وقبل أيام وتحديدا تحت قبة البرلمان، فجرت النائبة مارجريت عازر والنائب فتحى عبده، عضوا مجلس الشعب المصري، مفاجأة من العيار الثقيل في وجه اللواء محمد ابراهيم يوسف، وزير الداخلية، حين حذرا من انتشار ظاهرة تجارة المخدرات والحبوب المخدرة بشكل رهيب فى الشارع المصرى والتى وصلت تجارتها غير المشروعة إلى 23 مليار جنيه.
    وشدد النائبان في فى سؤالهما الموجه إلى وزير الداخلية على ضرورة مواجهة هذه الكارثة المجتمعية التى تؤثر على مستقبل شباب مصر بشكل خطير، الأمر الذى يؤدى إلى انحراف الكثير من الشباب وعدم السيطرة عليهم فى الوقت الحالى لسرعة الربح المادى من هذه التجارة، نظراً لكثرة البطالة فى مصر فى الوقت الحالى وفى ظل انتشار أعمال البلطجة وخصوصاً فى المناطق العشوائية ووصول هذه الكارثة إلى الجامعات والمدارس.
    عيني عينك
    وبصفة عامة ينتشر تجار المخدرات على نواصي الشوارع الرئيسية والحارات، ويعملون في أمان كامل دون خوف من أن تصل إليهم قبضة الأمن المرتعشة حتى أصبح القول بأن الحشيش والبانجو يباعان لدى البقالين قابلا للتصديق.
    وفي الأحياء الشعبية وتحديدا بمنطقة شبرا وخصوصا شوارع "العسال" و"أرض الطويل" و"عزبة جرجس" يتعاطى الكثير من الرجال والشباب بل والأطفال هذه المخدرات وكأنهم يحتسون الشاي والقهوة، بل إنه بإمكان أي شخص تتاح له فرصة حضور أي فرح شعبي أن يكتشف أن انتشار المخدرات بات مثل عملية بيع أكياس الحلوى للأطفال.
    يقول خالد حماد، محامي من أهالي شبرا، : مع الأحداث الرهيبة التي شهدتها مصر مؤخرا ما بين رحيل النظام السابق واختفاء عناصر الشرطة من الشوارع والميادين، وجد سكان مملكة الهلوسة جنتهم المقيمة بعد ضمان عدم وجود من يحاسبهم، خصوصا مع انتهاء حرب التعطيش للحشيش التي لاقاها المساطيل على مدار أكثر من عام قبل قيام ثورة 25 يناير.
    وفي مدينة الملك فيصل بالجيزة، وتحديدا في شارع الصفا والمروة بمنطقة الطوابق، عادت أوكار المخدرات للانتشار على نطاق واسع جدا، فبات مشهدا عاديا أن ترى طوابير أصحاب المزاج تتزاحم على أحد التجار ،ولا أكبر فرن عيش مدعم، كما أصبح أمرا مألوفا أن ترى عشرات السيارات وقد اصطفت أمام أحد "المعلمين" للحصول على "التموين".
    يقول بهاء حسين، مدرس من فيصل، نشاهد تجار المخدرات يقفون على النواصي لبيع البضاعة المحرمة، وبتنا نسمع أنه بإمكان المستهلك العادي، صاحب الدماغ العالي، أن يحصل على "تعميرته" المفضلة عبر الهاتف، وكل ما عليه الاتصال على الرقم "المجاني" المخصص لتوصيل "المعلوم" لحد باب البيت عبر الصبيان الذين يطلق عليهم "القصاقيص!.
    ولمن لا يصدق هذه الروايات عليه سؤال أي شخص يعرفه من عناصر مملكة الهلوسة اياها ليتأكد أن "البانجو" مستتب و"الحشيش" عامل دماغ.
    وفي حي بولاق الدكرور، وجد باعة المخدرات الفرصة ذهبية للانقضاض على الأسواق بأقصى حمولتهم خصوصا وأن التربة بدت مهيأة تماما للإغراق بكافة صنوف الكيف الملعون.
    ومن يتابع الأخبار التي تبثها مصادر الأنباء كل ساعة سيكتشف أننا أمام طوفان جارف من مؤامرة جرجرة الشعب المصري إلى غيبوبة، ويكفي أن تكتب كلمة أقراص مخدرة أو تحددها بـ"تريمادول" لتكتشف كم مليون قرص مخدر تم ضبطه، واضرب هذا الرقم في 10 أضعاف لتعرف كم قرص مخدر تسرب إلى أيدي المواطنين.
    ترانزيت المخدرات
    المعروف  أن محافظة الإسماعيلية تتربع بموقعها الاستراتيجي القريب من سيناء وملاصقتها لمحافظات شرق الدلتا وموقعها على الطرق الرئيسية الموصلة لمحافظات مصر على عرش المناطق المصدرة للبانجو والحشيش. مما جعلها تعرف بين أجهزة الأمن والمهتمين بالمخدرات من المتعاطين أو المدمنين أو حتى تجار المخدرات والموزعين بأنها محطة ترانزيت لتجارة المخدرات بصفة عامة والبانجو والحشيش بصفة خاصة.
    فللإسماعيلية وضع خاص في عالم الكيف سواء في حجم التجارة التي تتداول داخلها أو اعتبارها محطة لتهريب المخدرات من شمال وجنوب سيناء ومن إسرائيل ولبنان والمغرب إلى الإسماعيلية ومنها إلى باقي محافظات الجمهورية.
    وتعتبر سيناء المعبر الرئيسي لتهريب المخدرات إلى الإسماعيلية خاصة الهيروين القادم من إسرائيل، بالإضافة إلى عمليات تهريب الحشيش عبر الحدود الغربية المصرية ونقلها وتخزينها في مخازن سرية في الإسماعيلية حتى يتم ترويجها في باقي المحافظات.
    فالإسماعيلية بها ،ما يطلق عليه جهاز مكافحة المخدرات، "مثلث برمودا" مركز تجارة البانجو, حيث يتواجد عدد من تجار المخدرات في وادي الملاك والتل الكبير وبلبيس.
    ويقول أحد المتعافين من الإدمان أن المخدرات متوفرة بدرجة كبيرة جدا بالإسماعيلية في جميع أنحاء مدينة الإسماعيلية، ويسهل الحصول عليها حتى إنه يمكنك أن تطلبها "دليفْرى" دون أن تضطر لمغادرة منزلك!!
    وقد ساهم في انتعاش سوق الحشيش الظروف الأمنية المرتبكة التي تعيشها مصر هذه الأيام، حيث ما زالت قوات الشرطة تترفع عن النزول للشارع قريبا، خصوصا مع استمرار حالة تجلط العلاقة بينها وبين سواد الشعب، حتى بات رجل الشارع العادي يدعو في سره وجهره أن يستعيد رجال الأمن جرأتهم وقوتهم التي كانوا يتحلون بها قبل الثورة ليواجهوا بها مافيا المخدرات


    اقرأ المقال الأصلي علي بوابة الوفد الاليكترونية الوفد - "الحشيش" عند البقال و"التريمادول" في الأفراح(2) 

    ليست هناك تعليقات:

    إرسال تعليق