الخميس، 28 مارس 2013

زهور فى حياتى : صابر عبدالحميد عبدالحافظ


لذلك فإن أصدقاء الطفولة لهم مكانة خاصة جداً في قلوبنا، تزداد في تميُّزها كلما مرَّ بنا العمر ونُقِشَت في عقولنا وقلوبنا ذكريات جديدة، نصبح وقتها مدافعين شرسين عن ذكريات طفولتنا وكأنها آخر أغلى ما نملك لما ترمز له من صفاء ونقاء في ذواتنا، هي الصفحة البيضاء الوحيدة المقاوِمة للخربشة في كتاب حياتنا.
أصدقاء الطفولة هم أولئك الذين ابتسموا لنا حين كنَّا خائفين من الفصل الجديد، الذين أقبلوا علينا يصادقوننا قبل أن يعرفوا حتى أسمائنا لأنها طبيعة الطفولة، قلبك يقودك ببراءة صادقة نحو مغامرات جديدة مع أُناس قابلتهم للتَّو.
أصدقاء طفولتنا هم أولئك الذين كانوا بوجوهنا يضحكون وعنا يدافعون وبنا يهتمون ولنا يحبون، هم الذين كانوا وما زالوا بنا يفكرون وأياماً قضيناها سوياً يتذكرون، فيها ضحكنا معاً وبكينا معاً أبداً إيَّاها ينسون، هم الذين في قلوبهم أسماؤنا يحفرون وفي عقولهم صورنا يرسمون، ملائكة لنا حارسون، طفولتنا يحرسون، أرواحنا عن الشر يُبعدون، براءة طفولتهم حِصنُنا المنيع وذكرياتهم من أجمل نِعَمٍ البديع، فله الحمد على صداقاتهم أزهار الربيع.
صديقي صديق طفولتي، علمتني العفوية وحُسن النية، صدق المحبة ودوام المعزة، علمتني أن أحب بلا سبب وأتفانى بلا سبب وأضحي بلا سبب فالصديق الحقيقي أبداً لا يحتاج إلى سبب!
أنت الذي علمتني معنى الفرح وروح المرح، براءة الضحك ولذَّة اللعب، صدق الإبتسامة وعظمة الصداقة.
صديقي صديق طفولتي، علمتني الوفاء، والإخلاص والعطاء.
عملتني أن ألعب وألعب وألعب بلا توقف، ألعب وألعب وألعب حتى تتلاشى أحزاني في سماء تتعانق فيها ضحكات طفولتنا البريئة بذكرياتها الجميلة.
علمتني ألا أهتم بما يقولون، وأن أغامر دوماً كالمجنون، أعيش الحياة طفلاً، أنسى كل الهموم.
صديقي صديق طفولتي، علمتني البراءة، وأن الشر لا يولد معنا، علمتني الصداقة، سِحرَها وجمال المعنى.
حتى اليوم وإلى آخر يوم، سأظلُّ دوماً ممتناً لك، فصداقة طفولتنا كانت مدرسة، بها تعلمت كيف أكون الصديق وكيف يكون لي الصديق صديقاً، كنتَ دوماً لي أخاً وإن لم يربطنا الدم، صداقتنا جمعتنا وبها دوماً نَلْتَم.
صديق طفولتي، كنت صديقي ولم تَزَل ومن ذكرياتك أبداً لن أملّ