محمد حسنين هيكل:
(23 سبتمبر 1923 – 8 جمادى الأولى 1437 هـ / 17 فبراير 2016) أحد أشهر الصحفيين العرب والمصريين في القرن العشرين. ساهم في صياغة السياسة في مصر منذ فترة الملك فاروق حتى وفاته سنة 2016.
حظي محمد حسنين هيكل – المولود في 1923 بالقاهرة – بشهرة كبيرة عندما كان يتولى رئاسة تحرير صحيفة الأهرام المصرية شبه الرسمية.
وخلال تلك الفترة الممتدة من 1957 حتى 1974 ذاعت سمعة الصحيفة بحيث أصبحت تعرف بنيويورك تايمز العالم العربي، بسبب مقالته الأسبوعية التحليلية (بصراحة) التي كان يكتبها وكانت تغطي أحيانا صفحة كاملة.
وأصبح هيكل في عام 1943 – بعد تخرجه في جامعة القاهرة – محررا في صحيفة “إجيبشيان غازيت” التي كانت تصدر بالإنجليزية. واختاره رئيس تحرير الصحيفة لكى يشارك فى تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة.
ثم التحق في العام التالي بمجلة “روزاليوسف” الأسبوعية، وعمل من عام 1953 وحتى عام 1956 في مجلة “آخر ساعة”، وفي عام 1957 انتقل إلى صحيفة “الأخبار” اليومية.
وأتاح العمل الصحفي لهيكل، عندما كان مراسلا متجولا، فيما بين 1946 و1950 السفر والتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان، وإفريقيا، والشرق الأقصى حتى كوريا.
وكان هيكل على مدى سنوات صديقا مقربا للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر. وعندما تولى عبد الناصر السلطة عين هيكل رئيس تحرير لصحيفة الأهرام.
وأدخل هيكل تحسينات كبيرة على أسلوب الصحيفة من حيث الدقة والموضوعية، مخففا من النغمة العاطفية المثيرة التي عرفت بها. وكان يصر على حسن الجودة في إنتاجها أيضا.
واستعان هيكل بشباب من المتخرجين الجامعيين، ودربهم للعمل في التحقيقات الصحفية، وأسس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.
وخلال توليه رئاسة تحرير الأهرام، شغل هيكل أيضا منصب رئيس مجلس الإدارة فيما بين 1959 و1974.
ونجح خلال عمله في تأسيس علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفاً فى أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة.
وخلال رحلته الطويلة في الصحافة نجح هيكل في توطيد علاقته ببعض الحكام والملوك والرؤساء، الذين كان من أبرزهم، الملك عبد الله أول من حكم الأردن، وأحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962، ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران، وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979.
من ابرز مؤلفاته:
1- أكتوبر 73، السلاح والسياسة
يروي الكاتب في أكتوبر 73 السلاح والسياسة، الكثير من الحقائق التي شهدها وعاينها في حرب تشرين التي خاضتها مجموعة من الدول العربية، أهمها سوريا ومصر، في جبهتين من جهتين مختلفتين مع اسرائيل. يقارن أيضاً آلية استعمال السلاح عند العرب مع السياسات التي يتبعونها، ويخوض في عدة تحقيقات صحفية حول الاتفاقات والصفقات الحاصلة بين العرب، وانعكاساتها على الحرب مع اسرائيل. كما يروي الكتاب العديد من التفاصيل من قلب القصر الرئاسي المصري، والقرارات التي اتخذت هناك.
2-مدافع آية الله، قصة إيران والثورة
ليس “مدافع آية الله” هو الكتاب الأول لمحمد حسنين هيكل عن الثورة الإسلامية التي أطاحت شاه إيران محمد رضا البهلوي عام 1979، فله قبله كتاب “إيران فوق بركان” الصادر عام 1951، لكنه قد تسنى له في هذا الكتاب أن يقوم بمجموعة من المقابلات مع قادة الثورة الإسلامية، ليكشف الكثير من التفاصيل والحقائق من الداخل الإيراني عن الثورة وقتذاك، وكيف وصلت إلى الإطاحة بالشاه. ويرى هيكل في هذا الاسم أنه مطابق للحالة الإيرانية بعد الثورة مباشرة، فقد قال للخميني: “اذا استعملت تعبيراً عسكرياً لتصوير الوضع فإني اسمع دوي مدافعك”.
3-المفاوضات السرية بين العرب واسرائيل
يتحدث الكتاب الصادر عن دار الشروق في القاهرة، عن التغيير الجذري الحاصل في العلاقة العربية مع اسرائيل، فيقول على الغلاف الأخير: “إن المعايير اختلفت من سنة 1974، وعندما جاءت سنة 1994 كانت العجلة قد دارت دورة كاملة. سقطت موانع التحريم، كما زالت دواعي القداسة، لكن وجه الغرابة أن وجه الحقائق والقيم لم تكن تغيرت”.