الاثنين، 24 نوفمبر 2014

سهرة فكاهية فى مجلس الغورى


خصصت السهرة الأولى للألغاز التي طرحت.. والشيخ عبد الرازق، هو الذي أم المصلين الليلة في صلاة العشاء، يبدأ المجلس بطرحه لغزاً صيغ شعراً.. قال الشيخ عبد الرازق:

ألا فاخبروني أي شيء رأيتمو من الطير في أرقى الأعاجم والعرب

فيؤكل مطبوخاً لذيذاً وتارة فيؤكل مشوياً إذا اشتد في اللهب

وليس له أيد، وليس له فم وليس له رجل وليس ذنب

وليس له مخ وليس دم وليس له عظم وليس له زغب



وهنا قال السلطان الغوري: هو البيض 1. قال أحد الشيوخ الحاضرين: هناك حكاية مناسبة لهذا اللغز، إذا اجتمع جماعة من الشعراء في خدمة سيف الدولة وقصدوا إيذاء المتنبي، فقالوا: إننا نبيض في هذا المجلس، وكان مع كل واحد منهم بيضة مخفية، فلما جاء دور المتنبي صاح صيحة الديك، فقال السلطان: ما هذا؟ قال: لا بد لهذه الدجاجات من ديك. وهنا طرح اللغز الآتي:



وميت يقبر طعمه عند رأسه إذا ذاق من ذاك الطعم تكلما

يقوم ويمشي ناطقاً بفصاحة ويأوي على القبر الذي كان قيما



وأطرق السلطان لحظة ثم قال: هو القلم. ثم تتابعت الألغاز:

خليلان ممنوعان من كل لذة يبيتان طول الدهر مجتمعان

إذا أمسيا كانا على الناس حارسا وعند طلوع الفجر يفترقان؟؟



قال السلطان: هو الباب .. واللغز الرابع:

وذي سفر لا يحب المقام ولا يسأم السير في كل حال

يبيد الليالي في مره وتضنيه في مرهن الليالي



قال: هو القمر. واللغز الخامس:

وآكلة بغير فم وبطن لها الأشجار والحيوان قوت

إذا أطعمتها نعشت وعاشت وإن أسقيتها ماء تموت



قال: هي النار. وهنا قال أحد مشايخ الحاضرين حكاية تناسب المقام: قيل لكسرى أنو شروان، إن في عسكر سلطان السودان والحبش أربعمائة ألف رجل فقال أنو شروان لهم: لا تخافوا لأن النار القليلة تفني الحطب الكثير، وقيل أيضاً للإسكندر: إن في عسكر دارا ملك الفرس ثلاثمائة ألف رجل، فقال الإسكندر الأكبر: بكثرة الغنم لا تخوفوا القصاب. وهنا أصغى السلطان ليستمع على اللغز السادس:



أتى بلغز ثلاثي يعجزني وظن ذلك بحراً لست أسلكه

وقال فسره شمس الدين قلت لا مولاي لغزك ليس الشمس تدركه





قال: هو القمر. وهنا دخل الشيخ ابن النحاس، بعد أن حيا السلطان وجلس، قال: "كنت في خدمة قاضي كاتب السر، فقال لي: تعال إلى تفرج على كسر النيل، وأنا ما رضيت، لأن مولانا السلطان هو البحر الكبير، وبحر النيل في هذه الليلة وهذا البحر، بحر مولانا السلطان لا نرى منه إلا جبر الخواطر". وهنأ الحضور بعضهم فالليلة تم كسر السد المقام عند فم الخليج، لقد أوفى النيل، ثم ألقي اللغز السابع:



ما اسم شيء حسن شكله تلقه عند الناس مخزونا

نراه معدوداً فإن زدته واواً ونوناً صار موزونا





قال هو الموز. واللغز الثامن:



لي جمع أصحاب أعشقهم وأهواهم

ولا أشتهي قط أنظرهم ولا أدراهم

ما طاب لي عيش في الدنيا برؤياهم



قال السلطان: هم الأسنان 1.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق