السبت، 17 ديسمبر 2011

عبد الحليم يؤدي زيارة العمرة ويرفض التصوير


صلاح البيطار يكتب من السعودية

مجلة الكواكب

العدد 1284

9 مارس 1976

ابرز عناوين الموضوع

1. الدكتور ياسين عبد الغفار يمنع عبد الحليم من أداء فريضة الحج

2. عبد الحليم يؤدي زيارة العمرة ويزور قبر الرسول ويرفض التصوير بملابس الاحرام

3.عبد الحليم يقدم المطربة عتاب في حفلة الربيع القادمة

4. عبد الحليم يشاهد مباراة كلاي وكويمان في التلفزيون السعودي

5. عبد الحليم يرفض 100 الف ريال مقابل الغناء لاحد الاثرياء

6. عبد الحليم يتمنى ان ينتج فيلما عالميا عن سيدنا محمد (ص)

كلمات من اقوال العندليب

لمن سأغني بعدك ياحبيبتي؟
من التي سأحكي لها همومي.. من التي سأقول لها عبارات الحب والغزل.. ويملؤني الرعب كلما مرضت أو تعرضت لمكروه.. لقد غابت شمس حياتي بغياب ابتسامتها المشرقة التي كانت تضيء طريق المستقبل. ان الحب العظيم لن يتكرر كثيرا.. لن أغني بعدك لانسانة معينة.. سأغني للحب ذاته.. الحب كمعني.. حب الانسانية.. حب الحياة.. حب الوطن.


بالأحضان يابلدنا..
أصبحت أفكر في بلدي ووطني مثلما أفكر في حبيبتي.. لماذا نصر دائما علي تقديم الأناشيد التي تنقصها الرقة والعذوبة والحب الهامس الرقيق.
وهكذا بدأت في حياتي مرحلة الأغنية الوطنية.. أغاني الحب الرائع للوطن فيها كل رقة وعذوبة العشق.. فإذا اضطررت للابتعاد عنها أعود فاتحا لها ذراعي وأنا أقول من أعماق القلب 'بالأحضان يابلادنا يا حلوة'.. وأعاملها كصبية شابة جميلة 'لفي البلاد ياصبية..'.
وكان نجاح أول اغنية وطنية 'احنا الشعب' دافعا قويا لي لكي استمر في تقديم هذا اللون من الغناء الوطني.. واصبحت تقريبا اقدم اغنية وطنية جديدة كل عام.. اغاني كنا نختار كلماتها بعناية شديدة ونهتم نفس اهتمامنا بالأغاني العاطفية..

كان صوتي دائما مرتبطا بالمعارك الي خاضتها مصر أثناء عدوان 1956 'يا أهلا بالمعارك'.. وخلال أيام النكسة عام 1967 اقمنا في مبني الاذاعة اقامة كاملة ومعي صلاح جاهين وكمال الطويل وعبدالرحمن الأبنودي لكي نساهم ونشارك بالكلمة واللحن في هذا الوقف العصيب ولنساعد علي رفع الروح المعنوية بعد الهزيمة.
لم نترك مبني الاذاعة رغم انه كان معرضا للقصف والتدمير الا بعد ان انتهينا من واجبنا.

وفي حرب اكتوبر كنا نتناول غذاءنا وعشاءنا داخل مبني الاذاعة.. وقدمنا مجموعة من الأغاني الوطنية الجديدة (خلي السلاح صاحي) و(عاش اللي قال) و(لفي البلاد ياصبية).
كان للأغنية الوطنية دور كبير في حياتي كمطرب ولم تعد الأغاني الوطنية مجرد أناشيد حماسية زاعقة* بل اصبحت اغاني عاطفية تنبض كلماتها بالحب الرقيق الصادق 'حب مصر'.

عبدالناصر يحبنى
ووجدت نفسي أمام الرئيس عبدالناصر

وقد كانت هذه الأغاني الوطنية سببا في لقائي وارتباطي بقيادات ثورة 23 يولية.. كنت أعرف صلاح سالم وأخوته خاصة يحيي ضابط البوليس قبل قيام الثورة.. ولم تنقطع هذه الصلة بعد اعلان الثورة. وذات يوم فوجئت بالصاغ صلاح سالم يقول لي* سأقدمك للرئيس جمال عبدالناصر ووجدت نفسي أمام الرئيس جمال عبدالناصر الذي ابتسم في وجهي بود حقيقي وهو يقول لي* (احنا بنعتبرك ظهرت مع الثورة).

كنت أشعر أن الرئيس عبدالناصر يحبني فعلا.. وقد تأكد حبه لي في أكثر من موقف. حدث مثلا عندما وضعت الرقابة علي التليفونات انني عرفت ان تليفوني ايضا من بين التليفونات التي وضعت عليها الرقابة.. وقد سبب لي ذلك نوعا من الضيق والانزعاج. لكن الرئيس عبدالناصر أمر فورا برفع الرقابة من علي تليفوني. لقد كنت أشعر بأن صلاح نصر مدير المخابرات يحاول أن يستغلني ويورطني في عمل غير مشروع وأنا فنان عملي الوحيد هو الفن.. انني أغني لبلدي وللناس.. ولا أحب اطلاقا ان تكون لي علاقة بأجهزة صلاح نصر.. وعندما عرف الرئيس هذه المخاوف والشكوك التي تساورني بالنسبة لصلاح نصر* حماني وانقذني منه.. وبدأت أشعر بالأمان.

موقف ثالث أكد حب جمال عبدالناصر لي.. فعندما اثير موضوع الضرائب المستحقة عن أجور ومكاسب الفنانين.. اختارني أنا والاستاذ عبدالوهاب فقط لكي يناقشنا ويسمع آراءنا.. ولم يتكلم الاستاذ عبدالوهاب كثيرا في هذا اللقاء.. وشرحت أنا موضوع الضرائب ومطالبنا وتحفظاتنا.
كان الرئيس جمال عبدالناصر دائم السؤال عن حالتي الصحية.. وكان يناديني دائما:
'ياحليم.. عامل ايه ياحليم.. ان شاء الله تكون مبسوط ياحليم وصحتك كويسة' كنت أحس دائما بانني قريب منه.. وفي مناسبات زواج ابنائه وبناته كنت دائما أول الحاضرين.
واذا كان صلاح سالم رحمه الله هو الذي عرفني وقدمني للرئيس عبدالناصر* فهو ايضا الذي عرفني وقدمني للرئيس أنور السادات فعن طريقه عرفت الرئيس السادات..

وفاة عبدالحليم
.
كانت وفاة عبد الحليم بمثابة الصدمة على كل الأجيال التي أحبته وغنت أغانيه في أشد لحظاته فرحا وحزنا.
أحدثت وفاته بلبلة في الوسط الفني ودهشة وجم لها كل محبي العندليب كانت جنازته أسطورية فلقد شيعه شعب مصر إضافة إلى كل شعوب العالم العربي الذين طافت قلوبهم وعبرت كل الحواجز ومن اسرار تشييع حليم ان لجثمان نقل الى المقيره سرا ليدفن خوفا من الجماهير اوكان التعش فارغا وهذا اسر اعلنه محمدشبانه بذكرى رحبله
أصيب العندليب الأسمر بتليف في الكبد وكان هذا التليف سببا في وفاته عما 77 م .. وكانت أول مرة عرف فيها العندليب الأسمر بهذا المرض عام 1956 م .. عندما أصيب بألام حادة اضطرته للسفر إلى بريطانيا لإجراء فحوصات هنا مما أثبت إصابته بتليف في الكبد سببه البلهارسيا .. وبعد حوالي عشرين عام من إكتشاف المرض الذي لم يكن له علاج حينها توفي العندليب الأسمر تاركا الجميع يبكون على فقد هذا الصرح العظيم ..وقد كانت وفاة العندليب الأسمر كارثة للفن في مصر وفي الوطن العربي بأكمله .. كما انها كادت تودي بحياة الموسيقار محمد عبد الوهاب .. فالوفاة كانت غير متوقعة أبدا فقد إعتاد الجمهور على تواجد العندليب في المستشفيات وفي مستشفيات لندن على وجه الخصوص بشكل مستمر .. بل ان البعض تجاوز ذلك بقوله ان عبدالحليم حافظ قد سافر إلى لندن لعمل دعاية إلى شريطه الجديد ومنهم من قال انه يدعي المرض ليكسب عطف الجمهور .. ويالها من قسوة .. فقد ذهب ليموت هناك وليس لعمل دعاية أو لكسب عطف الجمهور
وتقول ناديه لطفي عن علاقه عبد الحليم مع الملوك والرؤساء.........
لقد كان حليم من أصحاب الذوق الرفيع في كل شيء وكان يملك مقدرة خاصة على انتقاء الرحيق النافع شديد النقاء

بينما كان يلفظ سريعا الشيءالذي يؤثر على موهبته. فقد انتقى الكثيرين من أصحاب الكلمة والعلم والثقافة، وكان

قريبا منهم ولم يترك نفسه للاختيار العشوائي الذي يضر به عندما يقع اختياره على الأصدقاء من الفنانين والمثقفين

والكتاب والمخرجين.. كان يتقرب كثيرا من أصحاب المواهب الحقيقية التي يستفيد منها وتستفيد منه من خلال الفن.


لم يكن يقف عند محطة لفترة طويلة، بل كان سريع التغيير والتجديد وكان مدركا لكل الأشياء من حوله وكان يسعى

لتثقيف نفسه والارتقاء بمكانته حتى وصل إلى أن يقيم حوارا مع كثير منالرؤساء والملوك، علما بان هذه ليست

مسألة بسيطة، فهناك فارق كبير بين أن يكون هنا كحوار بيني وبين زميل دراسة أو مهنة واحدة أو أن أقيم حوارا مع

عبدالحليم صديق الملوك والرؤساء
ملك أو رئيس دولة مهمة بما يلزم ذلك من برتوكولات. وفي هذه الحالة لم يكن حليم مجرد جليس هدفه الترويح عن

الملك أو الرئيس، ولكن كان يصل إلى حد أن يكون ندا لمن يجلس معه، وهذه مسألة تحتاج إلى دراسة خاصة.

فعندما يصبح حليم مقربا من المشير عامر ومن الزعيم جمال عبد الناصر وصديقا لجلالة الملك الحسن الثاني ملك

المغرب السابق فان الأمريحتاج إلى دراسة. وهناك من يدرس البروتوكول من اجل لقاء لمرة واحدة مع رئيس أو ملك،

في حين إن حليم ابن قرية الحلوات الذي تلقى تعليمه الأول في احد الملاجيء يصبح ضيفا عزيزا على صالون

الملوك والرؤساء.

وأنا اعلم جيدا كيف كان يعامل حليم في القصورالملكية وفي بيوت الرئاسة، فقد كان يذهب مثلا بشكل متكرر لبيت

عبد الناصر ويجلس معالأسرة مكتملة. فكيف اكتسب هذه الثقة؟ بالتأكيد كان شخصا ذكيا لماحا مرحا، محبا للناس

ومحبوبا منهم، بالإضافة إلى لباقته وحسن خلقه وأشياء كثيرة يمكن استنتاجها من المقدمات السابقة.

حليم كما عرفته


حبيبة حليم احلى من الجمال

وقال مصطفى امين في كتابه شخصيات لاتنسى

(ذهبت لاسمعه في سينما ريفولي وجلست في الصف الثالث وتصادف ان جلست بقربي فتاة فائقه الجمال عيناها

واسعتان جذابتان وفمها رقيق وقوامها فتان لم ارى ف حياتي عينين بهذا السحر وكانت تجلس بجانبها بعض قريباتها

ولاحضت عبد الحليم كان ينظر وهو يغني بتلوموني ليه الى تلك الفتاة ثم لاحضت عينا الفتاة تتكلمان وتردان عليه

وتناجيانه وفهمت ان الاغنيه كانت موجهه اليها لم اكن اعرف اسمها ولكني تاكدت انها اصبحت حب عبد الحليم الكبير

وعن هذه الفتاة قال العندليب وجهها يعطيني الامان بما فيه من طيبه وحنان والساعه التي انفرد فيها لوحدي اشعر

انني اقوى رجل في الدنيا

العندليب كان ينوى الزواج من فتاة سعودية فى رحلته الأخيرة

*اما اغرب القصص كانت من المغرب الفتاة المغربيه الذي هرب منها وصرف النظـر عن حبها لانه خشي على نفسه

من زوجها الجنرال ومن المغربيه الى المليونيره الشقراء التي سقطت في هواه واخذت تطارده من بيروت الى لبنان

*تروى اخت الفنانه عزه بلبع وايضا قصه حب لم تنتهي بالزواج

*اما اخر قصه حب فيرويها حسن الامام يقول

في منتصف شهر مارس اي قبل رحيل العندليب كنت مع حليم في المستشفى كينجر كوليج في لندن وكنت لا

افارقه ابدا وخلال وجودي معه يحدثني عن الماضي والحاضر وذات فاجئني بقوله انه قرر الزواج وروى لي علاقته مع

الفتاة السعوديه التي كانت من اسره متوسطه الحال وروى لي كيف احبها من اول لقاء وانها تتصل به يوميا

للاطئنان عليه واكد لي بانه سيتزوج تلك الفتاة ان انعم الله عليه بالشفاء ورجع سالما وانه اتصل بشقيقه محمد

شبانه ليجهز له شقته بالزمالك لهذا الحدث السعيد




وهذه بعض الاحداث الطريفه مع معجبات العندليب

أحداث مع معجباته :

*دخلت فتاة لبنانية لعنده وقالت له أنا جيت من لبنان حتى شوفك وألقت بنفسها عليه محاولة تقبيله وهي تقول:

والله أنا جيت خصوصي حتى أقبلك فابتعد عنها حليم بخجل وقال : العفو يا آنسة ولكنها أصرت على أن تنتزع منه قبلة

ولو بالقوة وكان لها ما أرادت.

*جاءت فتاة من الإسماعيلية لتقابله وتأخذ منه قبلة وكان حليم في الاستديو فلحقت

به وعندما منعوها من مقابلته عزّ أن تحتمل مشقة السفر لتراه ثم تمنع من رؤيته فأخرجت بعض الأقراص محاولة

الانتحار غير أنها أنقذت في اللحظة الأخيرة وجاء حليم ومنحها القبلة

واخير اقول عبد الحليم لم يكن شخصا عاديا ونما هو اشهر فنان عرفه التاريخ عاش قصص حب كثير ولكن قصه حبه

للغناء كانت هي الابقى والتي ستضل تروى على مدى الايام

لوس وخرجت انا ومجدي العمروسي ووضعت وجهي في يدي وبكيت.


اول لقاء نع ام كلثوم


اول مره رئت فيها ام كلثوم عبد الحليم كانت في بيت الدكتور سيد كريم وهو مهندس مصري كبير

في ليله من الليالي اتصلت ام كلثوم بالدكتور سيد كريم وقالت له انها تود زيارته لتشرب معه كوب شاي , رحب سيد

كريم بالزياره زياره الست وقال انه سيكون بانتضارها في باب منزله وتصادف ان عبد الحليم كان يزور والده الروحي

سيدكريم الذي كان يعلم ابنته العزف على العود فلما عرف عبد الحليم ان ام كلثوم في الطريق دق قلبه بشده

وصفف شعره بيده وطلب عطر كولنيا عطر بها يديه

واتفق سيد كريم مع عبد الحليم ان يختفي في المكتب ويغني عندما يرى الظوء الاحمر يضاء امامه ووافق

عبدالحليم وهو لا يدري ما يقصده سيد كريم

وجائت ام كلثوم وطرح سيد كريم اسم عبد الحليم فقالت ام كلثوم انا سمعت به ولكني لم اركز جيدا على صونه

وضغط سيد كريم على زر معين واذا بام كلثوم تسمع من مكبر الصوت المقدمه الموسيقيه لاغنيه ثوره الشك معزوفه

بالعود ثم يغني عبد لحليم بصوته وبعد قليل فوجئت ام كلثوم بعبد الحليم حافظ داخلا وممسكا العود بيده الى

الصالون ويغني

انفجرت ام كلثوم من الضحك وهي تقول :هل هذا عبد الحليم ام شبح عبد الحليم ؟قال عبد الحليم وهو يتقدم منها :انا

يافندم عبد الحليم بلحمه وشحمه ردت ام كلثوم: انا عازه عبد الحليم بلحمه ومليش دعوه بشحمه وضج الجميع بالضحك



كيف نقل جثمان العندليب الى القاهره


جثمان الشاب الذي كان صوته يصدح بالغناء ,كيف نقل الى القاهره؟؟

شقيقته عليه وابن خالته شحاته ومحاميه راحو يبحثون عن طائره خاصه يمتلكها احد الاصدقاء لنقل

الجثمان ولما تعذر عليهم الامر اقترحوا استئجار طائره خاصه فتعذر الامر مره اخرى

هنا كان وزير الخارجيه المصري الدكتور اسماعيل فهمي يومذاك حيث اتصل بالسفاره المصريه في لندن وطلب

الاهتمام بنقل الجثمان

وكانت النتيجه انه نقل جثمان عبد الحليم حافظ العندليب الشادي واغلى حنجره في الشرق الاوسط بطائره عاديه

وبنفس البطاقه التي كان قد قطعها عبد الحليم الى لندن ذهابا ويابا , ولكنه بدل ان يجلس على مقعده بالدرجه

الاولى وضع في صندوق الشحن (شحن البضائع).............

ونكس الفن علمه في القاهره.........

وحين سمع خبر رحيل العندليب سيطر الحزن على جميع المرافق الاجتماعيه في المشرق العربي ومغربه , واتخذت

مصر ترتيباتها الخاصه لتشيع جنازه العندليب الى مثواه الاخير ,

وصدر بلاغ رسمي يحدد التشيع الجنازه في الساعه العاشره صباحا بدلا من الواحده ضهرا وذلك للابتعاد عن فتره

الذروه التي تزدحم فيها المواصلات وخاصه ان الشوارع التي ستمر فيها الجنازه ستغلق تماما قبل ساعه من الموعد

المحدد للتشييع , وهي المنافذ المؤديه الى ميدان التحرير وشارع طلعت حرب وصبري ابو العلم والمنطقه المحيطه

بجامع عمر مكرم الى جامع شركس

تم اصدار بيان يعلن اشتراك رئيس الوزراء ممدوح سالم والوزراء بصوره رسميه في التشييع

المدارس اضربت .......وبين الطلاب من اعلن الحداد ثلاثه ايام ............الشوارع اغلقت واعلنت فيها حاله الطوارئ

جماهير غفيره تقدر بحوالي مليون نسمه فوق الارصفه وعلى الشرفات والسطوح ....الناس يبكون ويعزون بعضهم

البعض دون سابق معرفه سوى انهم من عائله صوت عبد الحليم حافظ

رحم الله عبد الحليم حافظ واسكنه فسيح جناته ان شاء الله

قراءة القرأن

كان الشيخ محمد درويش ابراهيم يقرأ القرأن فى شقة عبد الحليم حافظ يوم الاثنين ويوم الخميس من كل اسبوع

وذلك بداية من عام 1956 وايضا فى ليلة الاسراء والمعراج وليلة القدر والمولد النبوى .. وكان الشيخ محمد يحضر

معه 6 من القراء لاحياء هذه الليالى .. وذات مرة لم يحضر الشيخ محمد درويش فقال عبد الحليم لاحد القراء : عارف

بيت الشيخ محمد ؟ فقال : نعم .. وهنا امر عبد الحليم حافظ سائقه بالذهاب لاحضار الشيخ محمد .. وعندما عرف

الشيخ محمد بما قاله عبد الحليم بكى .. وعندما وصل الشيخ محمد الى شقة عبد الحليم قال له عبد الحليم : اهلا بك

ياشيخ محمد واتمنى الا تغيب عنى .

وفى يوم من الايام قال عبد الحليم لشقيقه محمد : اكتب اسم الشيخ محمد درويش فى ورقة وضعها فى جيب

البدلة .. وبعد عودته من سفره للخارج قدم عبد الحليم للشيخ محمد درويش قطعة قماش .

وبعد وفاة عبد الحليم ظل الشيخ محمد درويش يزاصل حضوره الى شقة عبد الحليم ويقرا القرأن .





عبدالحليم ذاق معنى الفقر
حكايات فى ميزان حسناته

ذات يوم كان عبد الحليم حافظ جالسا فى بلكونة شقته فشاهد رجلا عجوزا جالسا امام حديقة الاسماك بالزمالك

وفى حالة يرثى لها ويبكى بشدة فهبط عبد الحليم من شقته بسرعة وذهب الى ذلك الرجل وتحدث معه ثم اخرج من

جيبه مظروفا واعطاه للرجل ولم يتركه الابعد ان تبسم

ويقول الشاعر محمد حمزة :

كان عبد الحليم حافظ كل اول شهر يضع مبالغ مالية فى مجموعة من الخطابات ويرسلها الى الافراد الذين تعاملوا

معه خلال اقامته فى الزقازيق ومنهم العجلاتى والحلاق والبقال .. وذات يوم كتبت فى المجلة التى اعمل فيها هذا

الامر كسبق صحفى وعندما قرأ عبد الحليم ذلك غضب غضبا شديدا ولم يكلمنى لمدة 14 يوما وكانت اول مرة يزعل

منى وبعد ذلك تصافحنا وقال : يامحمد عندما تتعامل معى اترك الجانب الصحفى فما ارسله الى هؤلاء الناس هو

واجب على فانا عندما كنت اذهب اليهم كان منهم من يقدم الى الشاى والمجلات والصحف .

وفى الستينيات عندما بدأ التفكير فى انشاء جامعة الزقازيق بالشرقية تحمس عبد الحليم واقام الحفلات لصالحها

ووضع بذرة الجامعة مع الدكتور فؤاد محيى الدين محافظ الشرقية انذاك ثم كثف الاتصالات حتى ترعرعت البذرة

وظهرت جامعة الزقازيق .

عبدالحليم ومسقط رأسه كما قدم عبد الحليم حافظ العديد من الخدمات لمسقط رأسه ( الحلوات ) فقد كان له الفضل

فى بناء الوحدة الصحية بها عام 1969 وانارة القرية حيث تبرع بشراء ماكينة انارة وكانت الحلوات اول قرية تدخلها

الكهرباء فى ذلك الوقت .
و في احدي زيارات العندليب عبد الحليم حافظ الي قريته ( الحلوات ) استوقفه عند مدخل القرية احد فلاحي القرية و

طلب منه شراء راديو حتي يتمكن من سماع اغنيات عبد الحليم حافظ التي تذيعها الاذاعة ، و علي الفور ذهب عبد

الحليم الي الزقازيق و اشترى الراديو و اهداه للفلاح البسيط .

كما تبرع لبناء المساجد بالقرية و خارجها ففي الزقازيق تم بناء مسجد الفتح و يطلق عليه الناس .. جامع عبد الحليم .

وفي احدى رحلات العندليب عبد الحليم حافظ الي الولايات المتحدة الامريكية راي في منامه رؤية فاستيقظ من

النوم و اتصل بشقيقه محمد وطلب منه شراء بعض الخراف و ذبحها وتوزيع لحومها علي اهالي قريته ( الحلوات )

وكان العندليب في كل مناسبة يقوم بشراء الملابس و الهدايا و يهديها لاهالي قريته ..

وقد قال الحاج شكري .. ابن خال عبد الحليم حافظ : كان عبد الحليم ينفق علي كثير من ابناء القرية و الاسر الفقيرة

دون ان يعرف احد حتي لا يجرح شعور اي انسان ، و كنت ازور عبد الحليم كل اسبوع لانني كنت اقوم بالاشراف علي

عزبته التابعة لمركز الحسينية ، و لكن الورثة باعوها بعد وفاته .

وفي يوم من الايام طلب احد عمال المسرح القومي بالاسكندرية من عبد الحليم حافظ اقامة حفلة لصالحه

ببورسعيد ، فقال له عبد الحليم : حاضر ، وفرح العامل وحدد تاريخ الحفلة وباع تذاكرها ، ومع مرور ايام لم يتذكر عبد

الحليم هذه الحفلة ، وقبل موعدها بيوم واحد حضر العامل الي عبد الحليم يذكره بالوفاء بالوعد ، وهنا اخذ عبد الحليم

مشورة صديقه مجدي العمروسي فقال له : لا بد ان تنفذ وعدك ، وبالفعل سافر عبد الحليم من الاسكندرية الي

بورسعيد واحيا الحفلة للعامل ولم يتقاض منه اجرا .

وعندما علم عبد الحليم باعتزام الشاعر عبد الرحمن الابنودى تسجيل السيرة الهلالية اهداه احدث اجهزة الكاسيت

حتي يتمكن من تسجيل كل ما يتوصل اليه من تاريخ السيرة الهلالية .

وعبد الحليم حافظ كان يساعد كل موهبة جديدة وكل شرقاوي فقد غني من اشعار صلاح عبد الصبور ومصطفي عبد

الرحمن ومرسي جميل عزيز .

وعبد الحليم حافظ انتج للفنانة سميرة احمد فيلم الخرساء ، وحضر العرض الاول للفيلم وبعد العرض قام بتوصيلها

الي منزلها وتسليمها الي والدتها .

وعندما افتتح فريد الاطرش ملهى ليلى فى بيروت ودعا عبد الحليم لزيارته قال عبد الحليم لفريد : هذا الملهى لايليق

بك لان الناس بتدفع الملايين لمقابلتك وحضور حفلاتك فهل يقابلوك فى مكتبك بهذا الملهى ؟ ثم انت فنان كبير ؟

وبعد اسبوع باع فريد هذا الملهى .. والجدير بالذكر ان بيروت كانت من الاماكن المحببة لعبد الحليم وكانت تعد

الترانزيت له فى سفرياته لاى بلد وكان على صداقة للعديد من الاسر بلبنان يتجاوز عددها السبعين اسرة .

وبعد عودة عبد الحليم حافظ من احدى رحلاته الاوروبية كان معه احدث جهاز استريو في العالم فذهب محمد الموجي

لزيارة عبد الحليم .. فقال له حليم : سوف اسمعك يا موجي احدث الالحان الامريكية والاوروبية علي احدث جهاز

استريو في العالم .. ثم بدأ تشغيله ، فقال محمد الموجي : جهاز رائع وكده الواحد تتفتح نفسه للشغل ، وعلي الفور

طلب عبد الحليم حافظ من سائقه عبد الفتاح ان يعيد الجهاز الي الكرتونة ويذهب به الي بيت محمد الموجي ،

فرفض الموجي ولكن حليم اصر وقال للموجي : عندما احب ان اسمع سوف احضر عندك في البيت لاستمع فهذا

الجهاز سوف يفيدك اكثر في شغلك ، وذهب الجهاز الي بيت محمد الموجي .

وخلال سفرعبد الحليم حافظ الي لندن والذي توفي فيه كان طوال تواجده بالمستشفي تأتيه الورود بكثرة من محبيه

واصدقائه فكان يوزعها بنفسه علي المرضي ليواسيهم


عاشق للمغرب وتونس والجزائر

ويقدم لي الفنان "فاروق إبراهيم" صورة نادرة من أرشيفه الذي يضم عشرات الآلاف من الصور؛ الصورة لـ"عبد الحليم" وهو يسقط على الأرض بعد خروجه من السيارة مغشياً عليه، وكان ذلك في تونس، كما يروي قصصاً كثيرة عن حب شعب المغرب لحليم، ويجيب صديق عمره "مجدي العمروسي" عن سؤال مهم "لماذا المغرب بالذات؟" فقد حفل المغرب بكثير من ذكريات حليم وسفرياته.. فيقول كانت مرحلة الخمسينات والستينات هي مرحلة التأسيس والكفاح في مسيرة عبد الحليم وكذلك شهدت بعض سنواتها شهرته وتألقه.. وراح "عبد الحليم" يجوب الأقطار العربية ويملأ سماءها بالغناء محلقاً في آفاق الشهرة والمجد، لكنه توقف ذات ليلة وهو يتأمل فيما حوله فوجد أنه لم يدع أو يغن في المغرب ولا مرة واحدة، فكان السؤال الذي ألح عليه "اشمعنى المغرب"؟.. ولماذا "فريد الأطرش" هو الذي يكتسح هذه الساحة وحده؟.. وبالفعل طلب حليم من العمروسي أن يذهب إلى هناك؛ إلى المغرب.. فكانت المفاجأة .. بل مفاجآت عديدة واجهها العمروسي وهو يسأل "إيه الحكاية"، وعلم أن جميع أفلام وأغنيات "عبد الحليم" ممنوعة من ست سنوات، وأن هذا المنع جاء من جهات عُليا، وهو ما يرمز إلى أن الملك نفسه هو سبب المنع شخصياً، وبعد محاولاته علم "مجدي العمروسي" سفير "عبد الحليم" أن وشاية خبيثة كانت وراء هذا التوجُّه "الملكي" عندما أبلغ بأن "عبد الحليم" أثناء خلاف الجزائر والمغرب غنى أغنية ناصَرَ فيها الجزائر ضد المغرب، وأن الملك صدق القصة دون أن يسمع الأغنية؛ أما الأغنية فكانت "قضبان حديد اتكسرت" والواقع أن هذه الأغنية أنشدها "عبد الحليم" بمناسبة الإفراج عن الخمسة الذين كانوا معتقلين في الجزائر، وعلى رأسهم "بن بيلا"، ونصحت شخصية مرموقة مجدي أن يكتب "عبد الحليم" خطاباً للملك "الحسن الثاني" يشرح فيه كل الملابسات، وتعهدت هذه الشخصية بتسليم الخطاب للملك بنفسه، وبالفعل كتب "عبد الحليم" رسالته للملك وشرح له حقيقة الأمر، واختتمها باستعداده للمحاكمة باعتباره مغربياً إذا ما ثبتت إدانته.
أُرسِل الخطاب للرباط، ومرت الأيام وفوجئ "عبد الحليم" بمدير الإذاعة المغربية يحضر للقاهرة لدعوته للغناء في عيد ميلاد الملك "الحسن"، فسارع "حليم" بتكليف "مرسي جميل عزيز" بكتابة أغنية للمناسبة، ويلحنها "بليغ حمدي" ليغنيها حليم في عيد ميلاد الملك فكانت :
الماء والخضرة والوجه الحسن
عرائس تختال في عيد الحسن
وانتشرت هذه الأغنية انتشاراً كبيراً في المغرب التي كانت تبثُّها من إذاعتها عشرات المرات، وتتردد في كل مكان، ومن يومها شهدت علاقة "عبد الحليم حافظ" بالمغرب، ومليكها تميزاً خاصاً، وأصبح "حليم" مسئولاً عن تنظيم حفلات القصر يدعو فيها من يشاء من فنانين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق