الجمعة، 16 يناير 2015

علماء غربيون ومستشرقون شهدوا بعظمة النبى محمد وسماحته.. الأمريكى مايكل هارت اختاره على رأس قائمة أهم 100 شخصية مؤثرة فى التاريخ.. و"لامارتين": عبقريته لا تقارن

أثارت الهجمات الإرهابية التى تعرضت لها فرنسا الأسبوع الماضى موجه جديدة من الهجوم على الإسلام، ولأن مرتبكى تلك الهجمات من المسلمين الذين ادعوا قيامهم بهذا العمل باسم الدين،




زادت شراسة العداء للمسلمين ولدينهم ورسولهم الكريم بدرجة ترقى إلى ما وصل إليه الوضع فى مرحلة ما بعد هجمات سبتمبر عام 2001 فى الولايات المتحدة الأمريكية. لكن برغم الهجوم الشرس الذى يتعرض له الإسلام والمسلمون اليوم،



ورغم اتهام كثيرين فى الغرب للدين الحنيف بالتحريض على العنف وكراهية الآخر، فإن بعضًا من أهم الشهادات المنصفة بحق الإسلام والرسول الكريم جاءت من علماء غربيين، أغلبهم غير مسلمين ممن يعرفون باسم المستشرقين، أى الذين استغرقوا فى الشرق وأحواله، لاسيما المسلمون.



ولم تكن أقوال هؤلاء المستشرقين مجرد تعبير عن آرائهم فى الإسلام ورسوله، بل جاءت بعد دراسة متأنية للتاريخ الإسلامى، لاسيما الفترة التى عايشها النبى محمد صلى الله عليه وسلم، وتناول مواقفه مع أعدائه قبل أصدقائه وأتباعه، وهى ما جعلت كثيرين منهم ينبهرون بأخلاق النبى الكريم، حتى أن بعضهم قال إنه يتسم بأهم صفتين، وهما العدالة والرحمة.



فى السطور التالية نقرأ أهم ما قاله المستشرقون عن الإسلام، وعن الرسول الكريم، والتى تعد أهم شهادة من علماء غربيين عن الدين فى وقت يتعرض فيه لأزمة سببها المتطرفون والمتعصبون.



المفكر والشاعر الفرنسى لامارتين



المفكر والشاعر الفرنسى «لامارتين» كتب عن رسولنا الكريم فى مقدمة كتابه الضخم «تاريخ تركيا - الجزء الثانى»، الصادر عام 1854، يقول: «إذا كانت الضوابط التى نقيس بها عبقرية الإنسان هى سمو الغاية والنتائج المذهلة لذلك رغم قلة الوسيلة، فمن ذا الذى يجرؤ أن يقارن أيًا من عظماء التاريخ الحديث بالنبى محمد فى عبقريته، فهؤلاء المشاهير صنعوا الأسلحة، وسنوا القوانين، وأقاموا الإمبراطوريات، فلم يجنوا إلا أمجادًا بالية لم تلبث أن تحطمت بين ظهرانيهم».

ويتابع «لامارتين» فى المقدمة التى أصبحت كتابًا مستقلًا فيما بعد حمل عنوان «حياة محمد»، قائلاً: «لكن هذا الرجل «محمد» لم يقد الجيوش ويسن التشريعات ويقم الإمبراطوريات ويحكم الشعوب ويروض الحكام فقط، إنما قاد الملايين من الناس فيما كان يعد ثلث العالم حينئذ، ليس هذا فقط، بل إنه قضى على الأنصاب والأزلام والأديان والأفكار والمعتقدات الباطلة».

وأضاف: «لقد صبر النبى وتجلد حتى نال النصر.. كان طموح النبى موجهًا تمامًا إلى هدف واحد، فلم يطمح إلى تكوين إمبراطورية أو ما إلى ذلك، حتى صلاة النبى الدائمة ومناجاته لربه ووفاته وانتصاره حتى بعد موته، كل ذلك لا يدل على الغش والخداع، بل يدل على اليقين الصادق الذى أعطى النبى الطاقة والقوة لإرساء عقيدة ذات شقين: الإيمان بوحدانية الله، والإيمان بمخالفته تعالى للحوادث».

وقال «لامارتين» أيضًا: «ما من إنسان البتة رسم لنفسه إدراك هدف أسمى مما نوى محمد أن يبلغ، إذ كان هدفًا يفوق طاقة البشر، يتمثل فى نسف المعتقدات الزائفة التى تقف بين المخلوق والخالق، وإرجاع الله للإنسان، وإرجاع الإنسان لله، وبعث الفكرة الألوهية المجردة المقدسة فى خضم فوضى الآلهة المادية المشوهة، آلهة الوثنية، وما من إنسان البتة، فى نهاية المطاف استطاع أن ينجز فى وقت أوجز ثورة على الأرض أعظم أو أبقى مما أنجز هو».



العالم الأمريكى مايكل هارت



أما العالم الأمريكى مايكل هارت فى كتابه «الخالدون مائة»، فكتب يقول: «إن اختيارى محمدًا ليكون الأول فى أهم وأعظم رجال التاريخ، قد يدهش القراء، لكنه الرجل الوحيد فى التاريخ كله الذى نجح أعلى نجاح على المستويين الدينى والدنيوى، فهناك رسل وأنبياء وحكماء بدأوا رسالات عظيمة، لكنهم ماتوا دون إتمامها، كالمسيح فى المسيحية، أو شاركهم فيها غيرهم، أو سبقهم إليهم سواهم، كموسى فى اليهودية، لكنّ محمدًا هو الوحيد الذى أتم رسالته الدينية، وتحددت أحكامها، وآمنت بها شعوب بأسرها فى حياته، ولأنه أقام جانب الدين دولة جديدة، فإنه فى هذا المجال الدنيوى أيضًا، وحّد القبائل فى شعـب، والشعوب فى أمة، ووضع لها كل أسس حياتها، ورسم أمور دنياها، ووضعها فى موضع الانطلاق إلى العالم أيضًا فى حياته، فهو الذى بدأ الرسالة الدينية والدنيوية وأتمها».



المستشرق الإنجليزى جورج برنارد شو



أما المستشرق الإنجليزى الشهير جورج برنارد شو، فهو من أشهر الغربيين الذين نصفوا الإسلام خلال القرون الماضية. وقال «شو» فى مؤلفه «محمد» الذى أحرقته السلطات البريطانية خوفًا من تأثيره: «إن المثل الأعلى للشخصية الدينية عنده هو محمد صلى الله عليه وسلم، فيتمثل فى النبى العربى تلك الحماسة الدينية، وذلك الجهاد فى سبيل التحرر من السلطة، وهو يرى أن خير ما فى حياة النبى أنه لم يدّع سلطة دينية سخرها فى مأرب دينى، ولم يحاول أن يسيطر على قول المؤمنين، ولا أن يحول بين المؤمن وربه، ولم يفرض على المسلمين أن يتخذوه وسيلة لله تعالى».

وقال برنارد شو إن رجال الدين فى القرون الوسطى، ونتيجة للجهل أو التعصب، قد رسموا لدين محمد صورة قاتمة، لقد كانوا يعتبرونه عدوًا للمسيحية، لكنه اطلع على أمر هذا الرجل، فوجده أعجوبة خارقة، وتوصل إلى أنه لم يكن عدوًا للمسيحية، بل يجب أن يسمى منقذ البشرية. وفى رأيه أنه «لو تولى أمر العالم اليوم، لوفق فى حل مشكلاتنا بما يؤمن السلام والسعادة التى يرنو البشر إليها».

كما قال برنارد شو: «لو تولى العالم الأوروبى رجل مثل محمد لشفاه من علله كافة، بل يجب أن يدعى منقذ الإنسانية.. إننى أعتقد أن الديانة المحمدية هى الديانة الوحيدة التى تجمع كل الشرائط اللازمة، وتكون موافقة لكل مرافق الحياة، لقد تنبأت بأن دين محمد سيكون مقبولاً لدى أوروبا غدًا، وقد بدا يكون مقبولاً لديها اليوم، ما أحوج العالم اليوم إلى رجل كمحمد يحل مشاكل العالم».



المهاتما غاندى



كانت هناك شخصيات عالمية أخرى رغم عدم استغراقها فى دراسة الإسلام، فإنها لم تخف إعجابها بشخص محمد، فقال المهاتما غاندى فى حديث صحفى تطرق فيه إلى الحديث عن الرسول الكريم: «أردت أن أعرف صفات الرجل الذى يملك بل منازع قلوب ملايين البشر.. لقد أصبحت مقتنعًا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التى من خلالها اكتسب الإسلام مكانته، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول، مع دقته وصدقه فى وعوده، وتفانيه وإخلاصه لأصدقائه وأتباعه، وشجاعته مع ثقته المطلقة فى ربه وفى رسالته، هذه الصفات هى التى مهدت الطريق وتخطت المصاعب وليس السيف.. بعد انتهائى من قراءة الجزء الثانى من حياة الرسول وجدت نفسى آسفًا لعدم وجود المزيد للتعرف أكثر على حياته العظيمة».



المستشرق البريطانى ويليام مونتجمرى وات





المستشرق البريطانى ويليام مونتجمرى وات الذى عمل أستاذًا للغة العربية والدراسات الإسلامية فى جامعة أدنبرة، فكان من أشهر كتبه «محمد فى مكة» الصادر عام 1953، و«محمد فى المدينة» الصادر فى عام 1956، و«محمد: النبى ورجل الدولة» عام 1961. وقال عن الرسول الكريم فى مقدمة كتابه الأول «محمد فى مكة» إنه يأمل فى أن هذه الدراسة عن حياة محمد يمكنها أن تساعد على إثارة الاهتمام من جديد برجل هو أعظم رجال بنى آدم.

وفى فصول هذا الكتاب، قال: «إن استعداد هذا الرجل لتحمل الاضطهاد من أجل معتقداته، والطبيعة الأخلاقية السامية لمن آمنوا به واتبعوه واعتبروه سيدًا وقائدًا لهم، إلى جانب عظمة إنجازاته المطلقة، كل هذا يدل على العدالة والنزاهة المتأصلة فى شخصه، وافتراض أن محمدًا مدّع، يثير مشاكل أكثر ولا يحلها.. بل إنه لا توجد شخصية من عظماء التاريخ الغربيين لم تنل التقدير اللائق بها مثلما فعل بمحمد».

الفيلسوف الفرنسى الشهير روجيه جارودى، قال عن الإسلام فى كتابه «الإسلام وأزمة الغرب»: «إن الإسلام أنقذ العالم من الانحطاط والفوضى، وإن القرآن الكريم أعاد لملايين البشر الوعى بالبعد الإسلامى ومنحهم روحًا جديدة».

وقارن جارودى بين أثر الحضارة الغربية، وما يمكن أن يقدمه الإسلام للبشرية. وقال وفقًا لما ورد بكتاب «الإسلام يصطفى من الغرب العظماء» للباحث مفيد الغندور، إنه بعد خمسة قرون من هيمنة الغرب همينة لا يشاركه فيها أحد، يمكن أن ننظر إلى الأرقام الآتية:

عام 1982 تظهر لنا ملامح وقسمات الحضارة الغربية، فمع حوالى 600 مليار دولار من الإنفاق على التسليح، وصنع ما يعادل أربعة أطنان من المتفجرات فوق رأس كل إنسان من سكان كوكب الأرض، مات حوالى 50 مليون نسمة فى العالم من الجوع وسوء التغذية، فى العام نفسه الذى أنفق الغرب ملياراته على أسلحة التدمير، ومن ثم فمن الصعب أن نطلق كلمة تقدم على هذه المرحلة التى قطعتها الحضارة الغربية فى تاريخ البشرية. ورأى جارودى أن الإسلام يمكن أن يقدم للعالم المعاصر ما ينفعه وما يفتقده، وهو معرفة غاية الإنسان ومعنى الحياة.



أستاذ الفلسفة الهندى راما كريشنا



وفى كتابه «محمد النبى» قال أستاذ الفلسفة الهندى راما كريشنا راو: «لا يمكن معرفة شخصية محمد بكل جوانبها، لكن كل ما فى استطاعتى أن أقدمه هو نبذة عن حياته من صور متتابعة جميلة، فهناك محمد النبى، ومحمد المحارب، ومحمد رجل الأعمال، ومحمد رجل السياسة، ومحمد الخطيب، ومحمد المصلح، ومحمد ملاذ اليتامى، وحامى العبيد، ومحمد محرر النساء، ومحمد القاضى، كل هذه الأدوار الرائعة فى كل دروب الحياة الإنسانية تؤهله لأن يكون بطلًا».



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق